عندما خلقنا الله في هذه الحياة ، جعلنا نستشعر عظمته في كل خطوة من خطوات حياتنا ، فهو خلقنا ، ورزقنا العافية والأسرة ، والحياة الكريمة ، ومن علينا بنعمه التي لا تنتهي وأهمها نعمة الإسلام ، هذه النعمة التي وفرت علينا المعاناة في الدنيا والآخرة ، وجعل الحياة أمامنا ممهدة ومسهلة ، وفي المقابل أراد من عباده أن يكونو على خلق حسن ، وأن يحب المسلم لآخيه المسلم كما يحب لنفسه ، فلا يمكن أن ننسى أن الصحابة الكرام في احدى المعارك توفوا جميعا لأنهم أثروا بعضهم على بعض ، فهذه هي أخلاق الأسلام ، أن تخالط الناس بخلق حسن ، وتترك في القلوب انطباعاً يوحي بالكمال الذي يعبر عنه الدين الحنيف .
كيف أخالق الناس بخلق حسن ؟
سؤال راود الكثير من الناس ، كيف يمكن أن أكون طيبا مع الناس ، وكيف يمكن أن أرد الاساءة بالاحسان ، وهذه التساؤلات وغيرها ، سنجيب عليها فيما يلي :- أولاً : عليك أن تكون على خلق النبي صل الله عليه وسلم ، فقد كنى بالصادق الأمين ، وكان كل من حوله يحبونه ، حتى عندما جاءت الدعوة الاسلامية صدم الكفار من النبي ، وكانو في قرارة نفسهم على علم بصدق نبوته ، فهو لم يكذب قبلا قط ، وكان يقول الحق بدون خوف أو جلل .
ثانياً : عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ، ولا تتردد في أن تكون على خلق طيب حتى مع أقبح الأخلاق المحيطة بك ، وتاكد أن مدى أخلاقك الحسنة ، ستجعل من حولك يرى فيك شخصا قدوة ، من الممكن أن تكون لمن حولك مثالاً يحتذى به .
ثالثاً : لا ترد الاساءة بالاساءة ، بل اعمل على أن ترد الاساءة بالاحسان ، حتى تحرج المتعدي عليك ، وعندها ستجده جاء إليك ليعتذر منك ، أو حتى أنه سيخجل أن يحادثك بحديث سيء بعدها ، وعليه ستكون كسبت ثوابين ، ثواب الاحسان ، وثواب الصبر على الاساءة .
رابعاً : ساعد المحتاج قدر استطاعتك ، واعمل على أن تكون لطيفاً مع الكبير في السن ،وحاول أن تعطف على الطفل الصغير ، فهم بحاجة لذلك ، ولا تتنرفز بسرعة ، بل اذكر الله عندما تشعر بالحقد أو بالغضب ، ولا تترك للشيطان مكاناً يسيطر عليك من خلاله ، وسامح المخطئ ، وقدم النصيحة لمن يحتاجها ، فقد تكون بر الأمان بالنسبة للكثيرين ، فلا تستهين بنفسك أبداً ، ولا تستهين بمساعدة ولو بسيطة ، فمن الممكن أن تكون الخير الذي ينير لهذا المحتاج الكثير من الظلمات بمساعدة بسيطة ، فقط حاول أن تتذكر هذه الكلمات ، واعمل بأخلاق نبيك ، وبما يأمرك به ربك الكريم .
المقالات المتعلقة بخالق الناس بخلق حسن